ayman ayman
عدد الرسائل : 32 العمر : 31 تاريخ التسجيل : 10/04/2007
| موضوع: سؤال ونريد الرض عليه الإثنين يوليو 09, 2007 3:30 am | |
| لن يكون أمراً مفاجئاً إذا اكتشف القائمون علي استفتاء اليوم ضعف الإقبلال عليه، وانصراف الناس عنه، بالرغم من الدعاية المكثفة التي قامت بها أجهزة الإعلام، فالمعروف عن المصريين نفورهم من الاستفتاء منذ ابتدعه دستور 1956 وأدركوا بحسهم المرهف أنه غطاء مزيف لتمرير إجراءات سلطوية، وإلباسها لبوساً شعبياً، والشعب منها براء. وكان المصريون يضحكون في سرهم وهم يشاهدون وزراء الداخلية يلقون نتائج الاستفتاءات علي مسامع رؤساء الجمهورية فيهزون رؤوسهم علامة الرضا،
وهم أعلم الناس بأن الناس لم يذهبوا إلي الاستفتاء، ولكنها آفة التزييف التي دمغت حياتنا السياسية بالغش والخداع علي امتداد نصف قرن.
** لن تكون نتيجة استفتاء اليوم أسعد من غيرها، ولن تكون نهاية المطاف كما يتوهم السادة الذين صاغوا التعديلات وفق مزاجهم، بل أقول أن مرحلة جديدة قد بدأت لتعديل التعديلات، وكأنما كتب علي جيلنا أن يقضي حياته في محاولات إصلاح فاشلة، ويمضي كفاحه في مقاومة العبث، ومكافحة أعمال الغش، ولا يبدو في الأفق المنظور أننا سنري اليوم الذي تنصلح فيه الأحوال صلاحاً جذرياً.. فكلما انفتحت طاقة للإصلاح تكالب عليها أنصار الظلام(!!)
** إن السبب في إحباط عمليات الإصلاح السياسي هو أن النية لم نكن خالصة لاجراء إصلاح حقيقي يتبين منه الخيط الأبيض من الخيط الأسود، فنعمل علي تعلية البناء الديمقراطي، ونعمل علي هدم حصون الاستبداد والتخلف والشمولية، ونحطم الأغلال التي تقيد حرية الشعب وتفرض عليه الخنوع والذل، والذين يقومون علي محاولات الاصلاح يريدونه إصلاحاً مزيفاً يمكنهم من احتكار الحكم إلي أبد الآبدين، ويضمن لهم الرسوخ علي أنفاس الشعب إلي أن يشيب الغراب، ويرفضون أي إصلاح يؤدي إلي زعزعة الدكتاتورية والشمولية وهم في ذلك أشبه بالميكانيكي الذي يقوم علي إصلاح سيارتك، فيتعمد إبقاء الخلل حتي تظل في حاجة إليه، ويبقي هو يستنزف أموالك إلي آخر قرش في جيبك.
** ليس ببعيد ما جري للمادة »76« إذ لم يمض علي تعديلها بضعة أسابيع حتي تبينت الحاجة إلي تعديل جديد بعد أن ظهر العطب في التعديل الأول، فإذا نصحت بالتريث والدقة في معاجلة النصوص القانونية والدستورية: قيل لك إن الوقت لا يسعفنا. ولابد من العجلة حتي تنفتح شهية المعارضين للاصلاح. ومعني ذلك أن عجلة التعديل لن تتوقف، ولا أستبعد أن ترتفع الأصوات من جديد لاجراء تعديل علي التعديلات التي تمت صياغتها بليل، ودون احترام لرأي المعارضة(!!).
** إن الزفة الإعلامية التي ستنطلق غداً للإشادة بالتعديلات الدستورية، سوف تخمد سريعاً لتبدأ زفة جديدة لإصلاح الشروخ التي ستظهر في جوانب هذا الدستور الذي أوشك علي التمزق من كثرة الثقوب(!!). جمال بدوي | |
|